الصفحة الرئيسية
>
آيـــة
{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} ها هي الصورة الأخرى امرأة فرعون، التي لم يصدها طوفان الكفر الذي تعيش فيه في قصر فرعون. عن طلب النجاة وحدها. وقد تبرأت من قصر فرعون طالبة إلى ربها بيتا في الجنة. وتبرأت من صلتها بفرعون فسألت ربها النجاة منه. وتبرأت من عمله مخافة أن يلحقها من عمله شيء وهي ألصق الناس به: {ونجني من فرعون وعمله}. وتبرأت من قوم فرعون وهي تعيش بينهم: {ونجني من القوم الظالمين}. ودعاء امرأة فرعون وموقفها مثل للاستعلاء على عرض الحياة الدنيا في أزهى صورة. فقد كانت امرأة فرعون أعظم ملوك الأرض يومئذ. في قصر فرعون أمتع مكان تجد فيه امرأة ما تشتهي. ولكنها استعلت على هذا بالإيمان. ولم تعرض عن هذا العرض فحسب، بل اعتبرته شرا ودنسا وبلاء تستعيذ بالله منه. وتطلب النجاة، وهي امرأة واحدة في مملكة عريضة قوية. في وسط ضغط المجتمع، وضغط القصر، وضغط الملك، وضغط الحاشية، والمقام الملكي. في وسط هذا كله رفعت رأسها إلى السماء تطلب العون من الله من أجل ذلك استحقت أن تقدم نموذجا لكل من أراد أن يأتسي. ومن ثم استحقت هذه الإشارة في كتاب الله الخالد. الذي تتردد كلماته في جنبات الكون وتتنزل من الملأ الأعلى.
المزيد |